بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 نيسان 2024 12:00ص أين الوزراء «المعنيون»؟!

حجم الخط
بتصميم لا يتزعزع منذ عشرات السنين، ندعو إلى تحقيق طموحات شعوبنا، في بناء وطن قوي منيع صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تقرير مستقبله ومواجهة المخططات والمؤامرات المعادية التي تستهدف وجوده ككل.
يجب أن يدرك «مسؤولونا» في حكمة وشجاعة وبُعد نظر، أن لبنان ضرورة ثقافية أولا. إنه حجر الزاوية في المنطقة العربية. بخضوعه أو تفككه النهائي، تخضع الأمة جمعاء لهيمنة القوى المستبدّة، وبصموده الوجودي تصمد الأمة وتسقط كل المؤامرات.
ثورتنا الحقيقية تقوم طبعا في ترسيخ دعائم اقتصادنا وتعزيز ركائزه وتطوير المستوى المعيشي لجماهير شعبنا المشرذم، وفي مقدمتها الفئات الكادحة. ولكن رسالة لبنان الأولى رسالة حضارية مبنية على أسس فلسفية ثم عملية معينة.
على مفكرينا الثقات أن يحددوا ماذا يعني مصطلح «المواطن اللبناني»، و«الإنسان اللبناني» والثقافة الواسعة وإنما المنبثقة من تراث فعلي مجيد. يترتب أن يحددوا معنى الحياة على أساس من الروح النقدية البنّاءة. هكذا نلغي كل ضروب الاستلاب والارتهان والاستعباد. ولكن، أين هو ذاك المسؤول الفذّ الذي يزيّن شخصه الكريم ولغته الأنيقة العالية وأفكاره الطليعية صدر الوطن فيغدو تاريخنا معه، عند كتابته، مستقبلا، ذاك المسؤول الثقافي أو التربوي ذا الفكر النيّر مرجعه الحقيقي، لا تقارير المستشارين الزحفطونيين أو تصانيف المدوّنين.
هكذا حكايتنا... بسيطة موحية... هكذا الكلمات، حقيقية، ولأنها كذلك فهي جميلة، فالجمالية والحداثة لا تكونان في الغموض والابهام على ركاكة، بل في الشفافية والصدق والطواعية. ويكون القائد المنشود في خدمة شعبه، وهنا العلامة على أنه ابن عصره، ابن بيئته، ابن وطنه، وأنه انشأ تاريخه وواقعه في تأليف فني شديد التأثير، بشرط أن توضع إبداعاته الثمينة في أيدٍ نظيفة أمينة قلّما نراها لدى «النافذين» المتهافتين على سراب السلطة وعقم المادية الجوفاء.
معظم هؤلاء النافذين نيام، فإذا ماتوا ربما وعوا.
وبعد، ما خسر السالكون في سبيل الرشاد ولو بعد حين!.. 

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه