بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيار 2024 12:00ص الأدب لمن ؟

حجم الخط
الأدب لمن؟ سؤال عمره من عمر الإنسان والإبداع، صحيح إن الاختلاف حول مفهومه حالة تفرضها سنّة التطور، إلّا إن المتفق عليه هو أن الأدب صورة تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لمجتمع ما، في زمن ما، وإن الإنسان هو الغاية والهدف، لأن الموقف الطبيعي لأي أديب يفرض عليه الانطلاق منه، وعدم الانزواء في برج وحدته.. من هنا كان الرفض العام لأي مقولة لا تعتبر الشعر صرخة والقصة والرواية انعكاساً يتلظّى بنار الواقع، وإن وظيفة الأدب إذا حصرت نفسها بالأنا دون الآخر، تخسر دورها ويخسر الأديب صفة الشاهد الذي يتفاعل مع الآمال والأهداف التي يصبو إليها مجتمعه، ومن أقدر على القيام بهذا الدور سوى الأديب الملتزم.. ونذكر في هذه الفسحة ما قاله الشاعر «أراغون» في كتابه: «الفن الشعري»: «أيها الشاعر خذ قيثارتك، بلى! لكن خذ صوتك الصارخ أيضاً، عندما تقرأ جريدة الصباح، وتجد فيها حماقة أو صفاقة غير مقبولة.. عندما تكون لديك جرأة الشعور بأن الأمر يعنيك، إذ تعلم أن أحكاماً مجحفة، صدرت بحقّ أناس احتجّوا على حرب ظالمة..»، وكتب على هذا المنوال دوماس الابن محدّداً المسؤولية الملقاة على الأدب والأدباء فيقول: «كل أدب لا ينزع إلى المساهمة في تحقيق الكمال الإنساني، وإلى نشر المناقب الأخلاقية والى المثال الأعلى، أي الى ما هو مفيد وجودياً، يكون أدباً كسيحاً ومريضاً، لا بل يولد ميتا». من هنا نرى إن الأديب لا يستطيع أن يقف على الحياد بل يجب أن يكون في مقدمة الصراع وأن يدلي بشهادته، كل هذا يعنى الإلتزام وعدم الهروب من تحمّل المسؤولية في تحريك الشعور العام عند أوسع قطاع من شرائح المجتمع لأن رسالة الأدب إضافة الى الأثر الجمالي، هي صورة للواقع الذي من المفروض تغييره والثورة عليه.