بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 نيسان 2024 12:05ص التدخّل الأميركي في الذروة لإقناع «حماس» بقبول الهدنة المنقوصة!

وفدان إسرائيلي ومن حماس في القاهرة اليوم.. واجتماع عربي- إسلامي - أوروبي يدعم حلّ الدولتين

فلسطينية تجلس أمام جثامين لأفراد من عائلتها استشهدوا بقصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح فلسطينية تجلس أمام جثامين لأفراد من عائلتها استشهدوا بقصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح
حجم الخط
بدأ وفد من حركة حماس مفاوضات مع المسؤولين المصريين، في العاصمة القاهرة، أمس لبحث الخطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، بينما يصل القاهرة أيضا وفد إسرائيلي لبدء مفاوضات غير مباشرة، وللاستماع إلى رد حماس على الوسطاء بشأن مقترحات التهدئة.
وتأتي مفاوضات الوفدين بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية لبحث التهدئة في غزة وعدم التصعيد في المنطقة.
وشارك بلينكن أمس في اجتماع وزراء خارجية اللجنة العربية السداسية حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في غزة، وأهمية التوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، بما يضمن حماية المدنيين؛ وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
وفي وقت لاحق مساء شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي بينهما على خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح.
وأكد الجانبان خلال الاتصال على ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، وشددا على أهمية حل الدولتين باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.
وقال البيت الأبيض في وقت سابق إن الرئيس سيتحدث إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار مساعيه للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح بعض المحتجزين لدى حركة "حماس".
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أن هناك تقدماً خلال الأيام القليلة الماضية نحو ترتيب صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وأن المسؤولية تقع على عاتق "حماس" لقبول الاقتراح الأخير.
من جهته أكد مصدر مصري قريب من المفاوضات أن محادثات الهدنة في القاهرة تشهد "تجاوبا لافتا من مفاوضي حماس وردودا حاسمة بشأن النقاط المطروحة مضيفا أن اجتماعا يشارك فيه وفد من حركة حماس قد بدأ بالفعل وإن هناك طرحا لجميع النقاط التي جاءت في المبادرات المختلفة للتهدئة.
ووجهت مصر دعوة إلى الوفد الإسرائيلي للحضور للرد على أية إيضاحات أو مطالب يقدمها وفد حماس، ولتقريب وجهات النظر بين الجانبين واختصارا لوقت المفاوضات غير المباشرة التي ستقوم بها القاهرة.
وقال قياديون في حماس  إن وفدا برئاسة خليل الحية، نائب رئيس الحركة في غزة، سيناقش اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمته حماس إلى وسطاء من قطر ومصر، فضلا عن الرد الإسرائيلي. 
ولم يكشف قياديان من حماس تحدثا إلى رويترز عن تفاصيل أحدث المقترحات. لكن مصدرا مطلعا على المحادثات قال  إن من المتوقع أن ترد حماس على أحدث اقتراح للهدنة قدمته إسرائيل السبت.
وقال المصدر إن ذلك يشمل اتفاقا لقبول إطلاق سراح أقل من 40 رهينة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من سجون إسرائيلية ومرحلة ثانية من الهدنة تشمل "فترة من الهدوء المستدام" وهو رد إسرائيلي توافقي على مطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار.
وذكر المصدر أنه بعد المرحلة الاولى ستسمح إسرائيل بحرية الحركة بين جنوب وشمال غزة وانسحاب جزئي للقوات الاسرائيلية من غزة.
في السياق قال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) في الرياض أمس إن مصر متفائلة باقتراح بخصوص هدنة وإطلاق سراح رهائن في قطاع غزة لكنها تنتظر رد إسرائيل وحماس.
وأضاف شكري "نأمل أن يكون المقترح قد أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين، وحاول دفعهما إلى الاعتدال، وننتظر القرار النهائي".
وردا على سؤال عن الجولة الجديدة من المحادثات في القاهرة، قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لرويترز "الأمور تبدو أفضل هذه المرة" لكنه رفض الحديث عما إذا كان هناك اتفاق وشيك.
وفي تطور لافت في موقف حماس تجاه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية مصرية، صرحت شخصيات قيادية في الحركة أن حماس مستعدة لنزع سلاحها إذا حصل الفلسطينيون على دولة مستقلة في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" المقيم في اسطنبول، باسم نعيم، لشبكة سي إن إن الأميركية، في وقت سابق، إن الحركة ستوافق على نزع سلاحها إذا أنشئت دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف نعيم "إذا تم إنشاء دولة مستقلة وعاصمتها القدس مع الحفاظ على حق العودة للاجئين فمن الممكن دمج كتائب القسام في الجيش الوطني (المستقبلي)" في إشارة إلى الجناح المسلح للحركة.
في المقابل قال مسؤول إسرائيلي إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أوضحت للوفد المصري أنها مستعدة لإعطاء "فرصة أخيرة" للتوصل إلى صفقة، وأنها أعطت الضوء الأخضر تقريبا لكل ما عرضه الوفد المصري، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم".
لكن هناك انقسام داخل حكومة الحرب الإسرائيلية في التعامل مع الخطة المصرية، ويتزعم المعسكر الرافض لاتفاق وقف إطلاق النار وزير المالية بتسلئيل سموتريش، رئيس الصهيونية الدينية/هتصيونوت هداتيت، الذي وصف الخطة المصرية عبر حسابه على منصة إكس بأنها "استسلام تام لإسرائيل ونصر كامل لحماس" مضيفا بأنه "لن يحدث".
إلى ذلك، تظاهر الآلاف من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورا مع حركة حماس.
ورقع المتظاهرون في تل أبيب  شعارات تطالب بوقف الحرب على غزة.
وتزداد وتيرة المظاهرات في إسرائيل بعد عرض كتائب القسام مقطع فيديو يظهر فيه أسيران إسرائيليان يطالبان حكومة نتنياهو بالإفراج عنهما، ويقولان إنهما يعيشان أوضاعا صعبة تحت القصف الإسرائيلي.
ميدانيا قال مسعفون امس إن 25 فلسطينيا استشهدوا وأصيب آخرون في غارات جوية إسرائيلية استهدفت ثلاثة منازل في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وفي مدينة غزة قال مسؤولو صحة إن الطائرات الإسرائيلية قصفت منزلين مما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين. وأضافوا أن شقيقين استشهدا في الهجوم على أحد المنزلين.
وردا على سؤال عن الغارات الجوية التي وقعت خلال الليل على رفح، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة "قصفت أهدافا إرهابية في أماكن كان إرهابيون ينشطون فيها بمنطقة مدنية في جنوب غزة" رافضا تقديم تفاصيل.
وقال المتحدث "سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي إحباط الأنشطة الإرهابية وحماية المدنيين الإسرائيليين وفقا للقانون الدولي".
في الأثناء قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي  إن إسرائيل أخبرت واشنطن أنها لن تقوم بغزو مدينة رفح حتى تتحدث مع القادة الأميركيين بشأن مخاوفهم.
سياسيا بحث الاجتماع العربي الإسلامي - الأوروبي لدعم حل الدولتين في الرياض أمس مسألة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية فيما شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله على أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته «غير قابل للتصرف، وتجب تلبيته».
وقال إن إسرائيل «هي الدولة الوحيدة التي لا تزال خارج الإجماع الدولي على ضرورة وقف الحرب في غزة»، معولاً على الشركاء الأوروبيين لإقناعها بنهج السلام.
وأعاد بن فرحان تأكيد خطورة أي عملية عسكرية محتملة في رفح الفلسطينية، حيث ستؤدي إلى كارثة إنسانية وعواقب وخيمة على المنطقة.
شارك في الاجتماع إلى جانب السعودية والنرويج، كل من فلسطين، وقطر، والإمارات، والبحرين، والأردن، والجزائر، ومصر، وألمانيا، وبريطانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسلوفينيا، والبرتغال، وآيرلندا، وإسبانيا، وتركيا، وفرنسا، وكذلك جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي. 
من جهته حث بلينكن حماس على قبول المقترح الإسرائيلي بسرعة وإطلاق سراح الرهائن.
وقال في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالعاصمة السعودية الرياض "أمام حماس مقترح استثنائي وسخي للغاية من جانب إسرائيل".
وأضاف "الشيء الوحيد الذي يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس. عليهم أن يقرروا وعليهم أن يقرروا بسرعة… آمل أن يتخذوا القرار الصحيح".
من جانبه وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الذي كان موجودا أيضا في الرياض لحضور اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي، الاقتراح الإسرائيلي بأنه "سخي".
وقال لجمهور المنتدى الاقتصادي العالمي إن الاتفاق يشمل وقف إطلاق النار لمدة 40 يوما وإطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين المحتملين وكذلك الرهائن الإسرائيليين.
وأضاف "آمل أن تقبل حماس بهذا الاتفاق. وبصراحة يجب أن تكون كل الضغوط العالمية وكل أعين العالم عليهم اليوم لتقول لهم "اقبلوا بهذا الاتفاق".
إلى ذلك قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أمس على هامش المنتدى الاقتصادي إن من المتوقع أن تعترف عدة دول أعضاء في التكتل بالدولة الفلسطينية بحلول نهاية أيار.
أما وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه  فقال إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة تحرز تقدما.
من جهته قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال الجلسة نفسها، إن "الحكومة الإسرائيلية تقودها أيديولوجية لا تؤمن بحل الدولتين".
من جهة أخرى قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، ومصدر مطلع لوكالة "رويترز"، أمس إن التكلفة التقديرية التي يتكبدها الجيش الأميركي لبناء رصيف بحري قبالة ساحل غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية، ارتفعت إلى 320 مليون دولار.
ويوضح هذا المبلغ الحجم الهائل لأعمال البناء التي قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تشمل نحو 1000 من العسكريين الأميركيين، معظمهم من الجيش والبحرية.
على صعيد آخر تدخلت الشرطة الفرنسية، بعد ظهر أمس في جامعة السوربون في باريس لإخلاء ناشطين مناصرين للقضية الفلسطينية كانوا قد نصبوا خياماً داخل الجامعة.
وذكرت وكالة فرانس برس أن نحو 50 شخصاً متظاهراً تم إخراجهم من الحرم الجامعي ثم اقتيدوا في مجموعات تحت حراسة أمنية، بعد أيام من تحرك مماثل شهد توترات في جامعة أخرى مرموقة في العاصمة، هي جامعة "سيانس بو".
وتجمع عشرات الطلاب ظهراً أمام "السوربون"، وداخل المبنى حيث نصبوا الخيم، حوالي 12 خيمة، بحسب إدارة الجامعة، بين 20 و30 بحسب أحد المتظاهرين.
من جهتها أمهلت جامعة كولومبيا الطلاب المعتصمين تضامنا مع قطاع غزة حتى الثانية مساء لفض الاعتصام.
وقالت رسالة جامعة كولومبيا للمعتصمين "محظور عليكم دخول حرم الجامعة ومرافقها وممتلكاتها".
(الوكالات)