قبل أيام في 18 نيسان/ إبريل الجاري تم إحياء الذكرى 69 لوفاة أهم علماء القرن الماضي والحاضر آلبرت آينشتاين وهي فرصة للإضاءة على شريط يملأ ثغرة فيلم العام المنصرم: أوبنهايمر، والذي وإن مرّر مشهداً لـ آينشتاين إلّا أنه لم يكشف عن تورّطه في عملية تصنيع أول قنبلة ذرية في التاريخ رغم كونه ووفق الكثير من مواقفه ضد الجيوش والعنف، بدليل تركه وطنه ألمانيا إلى إنكلترا في عز قوة قيادة الزعيم هتلر لأنه عرف بنواياه العسكرية الواسعة، لكن الفيلم الذي نحن بصدده للمخرج أنطوني فيليبسون: Einstein and the bomb يعترف فيه آينشتاين لصحفي ياباني بأنه أسهم في تصنيع القنبلة منذ اللحظة التي رفع فيها كتاباً إلى الرئيس روزفلت يحذّر فيها الحلفاء من أن النازيين توصلوا إلى تصنيع قنبلة ذرية، وهو ما اعتبره في حديثه الصحفي من أخطائه التي لا تغتفر.
يرصد الفيلم علاقة هذا العالِم بالقنبلة منذ العام 1905 عندما إهتدى إلى قانون النسبية والعلاقة بين الكتلة والطاقة: «لا أعتبر نفسي رائد إطلاق الطاقة الذرية لقد كان دوري فيها غير مباشر. إسهامي الوحيد هو أنني عام 1905 أوضحت الصلة بين الكتلة والطاقة، واعتقدت أن الطاقة الذرية ممكنة نظرياً فقط ولم أتوقع حقاً أن تطلق الطاقة الذرية في زماني»، وقال أيضاً: «لو علمت أن الألمان لن ينجحوا في صنع قنبلة ذرية لما شاركت في التمهيد لهذا المسعى الغاشم، ما كنت لأحرك ساكناً أبداً، ولو أطلعنا الأمم الأخرى على التفجير التجريبي في نيو مكسيكو لإستطعنا استخدامه لتقديم مقترحات من أجل السلام العالمي لإنهاء الحرب، لقد تحقق النصر في الحرب لكن لم يحل السلام».
وقد أخذ هذا الكلام على أنه فعل ندامة كون آينشتاين ساعد في تصنيع سلاح هزيمة المحور الألماني - الياباني - الإيطالي في الحرب. وهو يبرئ نفسه بالقول: «يجب ألا ندين المرء لأن سعيه في فهم قوى الطبيعة يستغل في أغراض مدمرة بل إن مصير البشرية مرهون كلياً بالتطور الأخلاقي للإنسان»، وخاطب الأجيال القادمة العزيزة بالقول «إذا لم تصبحوا أكثر إنصافاً وسلمية وأكثر عقلانية مما نحن عليه ومما كنا عليه فليفتك بكم الشيطان».
نص الفيلم كتبه فيليب رالف، وعرضته أميركا في 16 شباط/ فبراير 2024 في إنتاج لـ سامانتا لويس، ولعب الدور الأول آينشتاين الممثل الإيرلندي آيدان ماك آردل.