بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 نيسان 2024 12:00ص دوليفري أفلام لسكان المناطق البعيدة في تونس

حجم الخط
كانت هناك مبادرات عديدة لتوصيل السينما إلى المناطق النائية في أميركا وأوروبا وعندما نجحت إلتزمتها دول عديدة في العالم ورغم تأخّر حضوره عربياً إلّا أن بيروت بادرت قبل غيرها واعتمدت تظاهرة بعنوان: سينما كارافان، لكن هذه السينما إستندت إلى سيارة عرض أفلام على أن يكون الرواد على مقاعد خارجها، لكن تونس التي تبدأ التعامل ميدانياً مع السينما المتنقلة تعتمد على مئة مقعد داخل الشاحنة العملاقة المولجة بهذه المهمة.
وربّ قائل إن أنظمة الإنترنت لم يعد لها حدود في معظم الدول وهي تتيح عبر المنصات الإلكترونية مشاهدة الأفلام على تنوّعها، لكن يغيب عن هذا الواقع عامل الشاشة الكبيرة، أي شاشة السينما التي تتوفر في السينما المتنقلة بما يعني أن السينما بكل مواصفاتها ستحضر وتضع رواد المناطق البعيدة في مناخ وصورة السينما الحقيقية مع الإظلام المطلوب لتأمين مشاهدة مثالية.
الواضح من السياق الميداني أن السينما حافظت طوال أكثر من مئة عام على إكتشافها على يد الأخوين الفرنسيين لوميير، على خصوصية وقيمة نادرتين، فلا التلفزيون أخذ من دربها ولا شاشات الإنترنت وقبل ذلك لم يكن المسرح سوى عامل إضافي في ترسيخ الصورة المضيئة سيدة اللعبة الفنية الأكثر إبهاراً. نعم بقيت السينما في ذروة قوتها وجذبها مع تعاقب الأيام والإبتكارات وحتى أن المشاهدة المنزلية مع توفر الشاشات الكبيرة في بيوت الميسورين لم يأخذ من وهج الصالات المظلمة وهذا إن دلّ على شيء، فعلى منعة هذا الفن وخصوصيته وصفاته التي لم يستطع سلبه إياها أي إبتكار آخر.
ويبقى مع توفر آليات العرض الميداني الميسّرة خيارات الأفلام وطالما أن الجهة الراعية رسمية وتابعة لوزارة الثقافة فهذا يؤكد على أن القيّمين على المشروع أسندوا مهمة إختيار الأفلام التونسية والعربية وصولاً إلى الأجنبية إلى من هم أصحاب خبرة وبالتالي فستكون البرمجة نوعية ولأفلام مضمونة المستوى والمحتوى، بما يؤكد أن المشاهد في النجوع البعيدة بأيادٍ أمينة مئة في المئة.
مهما تكن المبادرات حول السينما فهي تدلّ على رفعة وتميّز هذا الفن، وأنه مع عراقة تاريخه ما زال يتكيّف ويتأقلم مع كل تطوّر حضاري يطرأ ويبقى في قيمته ونخبويته.